Home »
التاريخ
» سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي
By ADMIN 1 يناير 11, 2017
وقوع الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي
تمهيد إشكالي:
فقدت الجمهورية العثمانية منذ القرن 18م المقومات التي بنيت على أساسها إمبراطوريتها الواسعة، ولم تفلح رغم سياسة الإصلاحات التي نهجتها أثناء القرن 19م في وقف التغلغل الاستعماري الأوربي والحركات الانفصالية المحلية.
فما هي عوامل انهيار الإمبراطورية العثمانية؟
وما هي نتائج انهيارها على حالة المشرق العربي؟
I – عوامل انهيار الإمبراطورية العثمانية:
1 – العوامل الداخلية المؤدية إلى وقوع الإمبراطورية العثمانية:
تجلت في: تضاؤل الظروف الاستثمارية والفساد الإداري وانعدام الأمن واستغلال الأتراك للعرب، الأمر الذي نتج عنه قيام ثورات داخلية تزعمها القوميون العرب الذين عقدوا الاجتماع العربي في 1913م، وطالبوا بالاستقلال عن تركيا، ولم تستطع الإمبراطورية العثمانية الحراسة عن ليبيا مقابل التوغل الإيطالي، فمنحتها الاستقلال سنة 1912م لتسقط تحت الهيمنة الإيطالية.
2 – العوامل الخارجية المؤدية إلى وقوع الإمبراطورية العثمانية:
الأساليب وطرق العمل العسكرية: تمثلت في الاتحاد الأوربي لتقويض الإمبراطورية سواء من حيث الصراع العسكرية (الهزائم المتتالية)، أو من حيث إجبارها على إمضاء معاهدات صلح منصوص بها على اقتطاعات ترابية.
الأساليب وطرق العمل الاستثمارية: أحدثت الدول الأوربية وعاء الدين العثماني من أجل إثقال كاهل الجمهورية بالديون، ناهيك عن إبرام معاهدات تجارية غير متكافئة من أجل إغراق المتاجر العثمانية.
الأساليب وطرق العمل السياسية: تمثلت في استمالة الدول الأوربية للحركات الرافضون للنظام العثماني إلى جانبهم، علاوة على تشجيعهم للحمايات السفارة وتوصلهم لاتفاقيات ثنائية لاقتسام ممتلكات الجمهورية.
الأساليب وطرق العمل الدينية والثقافية: بعث الأوربيون حملات تبشيرية بدعوى حراسة المسيحيين وأسسوا عديدة مدارس ومستشفيات وجمعيات خيرية.
يضاف إلى هذا تبدل موازين القوى لصالح الغرب في الجميع المعدلات، الأمر الذي ساعد على ضرب السيادة العثمانية في العمق، ما نتج عنه ضعفها فتحولت إلى ما يعلم بالرجل العليل.
3 – دور ظرفية الحرب الدولية الأولى في وقوع الجمهورية العثمانية:
شاركت ظرفية الحرب الدولية الأولى في انهيار الإمبراطورية العثمانية، بواسطة:
رغبة الأمم غير التركية في الانفصال الكامل عن تركيا: نتيجة لـ سياسة تتريك الأمم التي نهجها “حزب تركيا الفتاة”، وقد تزامن هذا مع بوادر اندلاع حرب دولية أولى.
الوعود البريطانية للعرب بالاستقلال: نحو اندلاع الحرب الدولية الأولى قدمت إنجلترا في فرد مندوبها السامي في جمهورية مصر العربية “السير هنري مكماهون” (Sir Henry McMahon) وعودا لشريف مكة حسين بن علي بإنشاء جمهورية عربية يعين على قمتها بمقابل أن يستغل نفوذه الديني لتحميس العرب على الثورة مقابل الأتراك، وبالتالي اندلعت الثورة العربية سنة 1916م من الحجاز وانتهت بتصفية الإدارة التركية من البلاد العربية في المشرق إلا أن انجلترا لم تف بوعودها إزاء العرب، وبدأت في تطبيق مراميها الاستعمارية وإمضاء اتفاقيات استعمارية مع دول الحلفاء تهدف إلى تقسيم المشرق العربي فيما بينهم، منها: اتفاق “سايكس بيكو” و”وعد بلفور”، وفي سنة 1920م فرضت “معاهدة سيفر” على الجمهورية العثمانية وأعلنت بنودها عن خاتمة الجمهورية العثمانية.
II – التقدم العام في المشرق العربي بعد وقوع الإمبراطورية العثمانية:
1 – مفهوم الانتداب وخريطته السياسية بالمشرق العربي:
الانتداب: هو إشراف واحدة من الدول القوية على إدارة بعض الأنحاء التي أصبحت تخضع لوصاية عصبة الشعوب، وهذا من أجل جعلها قادرة على حكم ذاتها بنفسها وهو ما وقع على الإطلاق بالمناطق الخاضعة للإمبراطورية العثمانية، حيث عقدت الدول الأوربية سنة 1920م لقاء “سان ريمو” لوضع الإستعدادات الختامية لتقاسم انتزاع الشرق العربي في محيط نسق الانتداب، فأصبحت دولة العراق والأردن وفلسطين تحت تأثير بريطانيا، وسوريا مع لبنان تحت تأثير الجمهورية الفرنسية، كما دشن مصطفى كمال دولة تركيا الجديدة عقب إتمام الخلافة العثمانية سنة 1924م.
2 – ترسيخ التأثير الاستعماري بالمشرق العربي في وجود نسق الانتداب:
عملت انجلترا على خلق كيانات سياسية تابعة لها بالمناطق التي عمت عليها بالمشرق العربي، ونهجت الجمهورية الفرنسية طريقة الحكم المباشر، وعينت كل جمهورية منهما وزراء محليين من الأعيان مع الإبقاء على السلطة الفعلية بأيدي المندوب السامي، وفي نفس الوقت عملت الدولتان على إخماد وكبت المقاوميين الوطنيين، كما أقامت سلطات الانتداب البريطاني والفرنسي نظاما اقتصاديا استغلت فيه أموال المساحة وربطتها بالنظام الرأسمالي، فكانت السياسة المالية والفلاحية تخدم تطلعات المعمرين وأجبرت الفلاحين على الهجرة، أما السياسة الصناعية فقد أثرت على التصنيع التقليدية، وتميزت ظروف العمال بالتدهور وظل الميزان التجاري للدول المنتدبة في وضعية عجز دائم.
عاقبة:
دام صعود الاستغلال الاستثماري وتأزم الظروف الاجتماعية، كان رد تصرف العرب هو القيام بتوارث وتأسيس الحركات الوطنية الناهضة للاستعمار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق