This is default featured slide 1 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 2 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 3 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 4 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 5 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

المغرب تحت نظام الحماية

المغرب تحت نسق الدفاع

خلاصة الوحدة:

شاركت الظروف الداخلية والخارجية التي عرفها المغرب ابتداء من سنة 1900 في إمضاء عقد الدفاع يوم 30 شهر مارس 1912، فدخل المغرب تحت نسق الدفاع، واعتمد ذلك الإطار على عدد من الأجهزة والمؤسسات. وبرهن المغاربة عن رفضهم لذلك الإطار في الطليعة بالصمود المسلحة. فكيف فرض عقد الدفاع على المغرب ؟ وما هي أبرز أجهزة ومؤسسات نسق الحراسة ؟ وما هي نماذج الصمود المسلحة التي واجهت ذلك الإطار ما بين 1912 و1934 ؟

1. التوجه التاريخي لفرض عقد الحراسة على المغرب، ومضمون ما نصت عليه بنوده.

1.1. دور الظروف الداخلية والخارجية في فرض عقد الدفاع على المغرب

شهد المغرب في طليعة القرن 20م حالة داخلية عسيرة، فمن الناحية السياسية، واجهت السلطة المركزية اندلاع حركات أبرزها الحركة التي تزعمها الجيلالي بن إدريس الزرهوني المعلوم ببوحمارة في شمال في شرق المغرب، ودامت تلك الحركة من 1902 إلى 1909. كما واجهت الانتزاع الفرنسي لمناطق بالجنوب من الشرق ثم انتزاع مدينتي وجدة والدار البيضاء سنة 1907. وواجه السلطان مولاي عبد العزيز نتيجة لـ تلك الأحداث معارضة تزعمها شقيقه مولاي عبد الحفيظ اختتمت لصالح ذلك الأخير سنة 1908.
ومن الجهة الاستثمارية، عرف المغرب أزمة مالية لأسباب منها تتالي سنين الجفاف، وامتناع المحميين عن صرف الرسوم، وعدم تنفيذ سياسة المركز الهادفة إلى الإصلاح الجبائي، ودفع ذلك الحال إلى الاقتراض من أوربا الأمر الذي ازداد في قلة تواجد عائداته المالية.
وفي نفس المرحلة التي تأزم فيها الحال الداخلي للمغرب، زاد التنافس الاستعماري بخصوص المستعمرات، وفي ذلك النسق عقدت بعض الدول الأوروبية اتفاقيات ثنائية متكافئة بخصوص المغرب، وفي سنة 1906، عقدت لقاء الجزيرة الخضراء الذي اعترف بالسيادة المغربية وبالامتيازات الفرنسية والاسبانية في المغرب. وبعد التفاهم الفرنسي الألماني بخصوص المغرب والكونغو، استغلت الجمهورية الفرنسية القلاقِل الداخلية كأحداث مكناس وفاس، ففرض على السلطان الإمضاء على عقد الدفاع.

1.1. مؤكد بنود عقد الحراسة

حدث عقد الحراسة السلطان مولاي عبد الحفيظ، ومبعوث الجمهورية الفرنسية رينو، ويتكون ذلك العقد من تسعة بنود، يمكن تصنيف مضمونها إلى قسمين، وهما الصلاحيات المخولة للإدارة المغربية، والصلاحيات المخولة للإدارة الفرنسية. فبالنسبة للإدارة المغربية، اعترف العقد بتبجيل الشركة السلطانية والشعائر الدينية للمغرب وبالحكومة المخزنية المحلية لكن صلاحياتها كانت رمزية. أما الإدارة الفرنسية فإن عقد الحراسة خول لها حق انتزاع المغرب عسكريا وإدخال إصلاحات شاملة وفق منظورها، وبتمثيل المغرب على المستوى الخارجي والتفاوض مع اسبانيا بخصوص المغرب، وتحديد مصير طنجة، وبالتالي وضع عقد الحراسة مصير المغرب بيد الإقامة العامة الفرنسية التي كان يرأسها المقيم العام بالرباط.

1. أجهزة ومؤسسات نسق الدفاع بالمغرب

1.2. أجهزة ومؤسسات نسق الحراسة في المساحة السلطانية

تمثل المساحة السلطانية أكثر الأنحاء التي قسم المغرب إليها في فترة حكم الحراسة من حيث عدد السكان والمنطقة والقدرات الاستثمارية، وقد كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي. وتنقسم أجهزة ومؤسسات الدفاع فيها إلى مركزية وجهوية ومحلية. فعلى المستوى المركزي، أصبحت الرباط عاصمة ابتداء من شتنبر 1912 وتوجد فيها الإقامة العامة وعدد من الإدارات والمكاتب، مهمتها الإشراف على التسيير الفعلي لنظام الحراسة، ومراقبة الإدارة المخزنية، وإصدار الظهار باسم السلطان، وقد كان الجنيرال ليوطي أول مقيم عام شارك في إرساء نسق الدفاع. أما جهويا فقسمت المساحة إلى ثلاث جهات مدنية وهي الرباط ووجدة والدار البيضاء، وثلاث جهات عسكرية وهي فاس ومكناس ومراكش، وعلى جنوب مصر الإقليمي، كان المراقب المواطن يشرف على الإدارة في الجهة المدنية، وضابط شؤون الأهالي في الجهة العسكرية، وسخرت أجهزة ومؤسسات الدفاع الفرنسية لصالحها جهازا مغربيا كونته من القواد والشيوخ والباشوات.

2.2. أجهزة ومؤسسات نسق الحراسة في المساحة الخليفية

يعني بالمساحة الخليفية الميدان المغربي الذي احتلته إسبانيا، ويتكون من أربع أنحاء وهي الشريط الذي بالشمال، وسيدي إفني، وطرفاية، وفي النهاية الساقية الحمراء ووادي الذهب، وعلى رأس الإدارة المركزية بتطوان المندوب السامي الذي كان يعتمد في التسيير على خمس إدارات كانت تسمى بالنيابات. وعلى جنوب مصر الجهوي، قسمت إسبانيا على طريق المثال الشريط الذي بالشمال إلى خمس جهات، وهي اللوكوس، وجبالة، وغمارة، وكرت، والريف. أما على مصر العليا الإقليمي، فاعتمدت على القناصل في المدن، والضباط العسكريين في البوادي، واستعانت بدورها بخدمات الإدارة المغربية التي كان خليفة السلطان على قمتها بتطوان.

3.2. أجهزة ومؤسسات نسق الحراسة في المساحة العالمية

تشكل مساحة طنجة أدنى الأنحاء التي قسم المغرب إليها في فترة حكم الحراسة من حيث المنطقة وعدد السكان، وحالت الحرب الدولية الأولى دون إحراز أجهزة ومؤسسات الإطار العالمي فيها إلى عاقبة سنة 1923 وتتمثل أكثر أهمية أجهزة نسق الحراسة في المجلس التشريعي الذي خول للأجانب 18 مقعدا من أصل 27 بالرغم من قلة عددهم، ثم المحكمة المختلطة التي كان يشرف عليها قضاة أجانب، ولجنة الرصد التي مكنت المعمرين من فرض السيطرة على بقية المرافق الإدارية والسياسية. أما الإدارة المغربية التي كان مندوب السلطان على قمتها، فكانت مهمتها حماية وحفظ الأمن وجعل المغاربة يحترمون الحال العالمي لطنجة.

2. الصمود المغربية المسلحة لنظام الدفاع ما بين 1912 و1934.

2.1. نماذج الصمود المغربية المسلحة

شملت الصمود المسلحة لنظام الدفاع غير مشابه أنحاء المغرب، ففي مرحلة 1912- 1934، التي عملت فيها دولة فرنسا واسبانيا على إرساء دشن الحراسة، برزت مقاومات قبائل اكتسبت شهرة على مستوى المغرب وخارجه، ففي الجنوب التابع للغرب، قاد أحمد الهيبة القبائل الواقعة مابين الساقية الحمراء ومراكش، وواجه مجموعات الجنود الفرنسية في موقعة سيدي بوعثمان شتنبر 1912، أما موحا أوحمو الزياني فقاد قبائل الأطلس الوسطي واستكمل هزيمة بالقوات الفرنسية في موقعة لهري نونبر 1914. أما في الريف فتزعم محمد بن عبد الكريم الخطابي مقاومة تمكنت عقب المكسب في موقعة أنوال يوليوز 1921 من طرد الأسبان من أغلب الأنحاء التي احتلوها في الشمال، ومن تخويف الانتزاع الفرنسي. وشكلت مقاومة قبائل الأطلس العظيم وتافيلالت بزعامة عسو أوبسلام حلقة أخرى من حلقات الصمود المسلحة بصمودها في موقعة بوكافر شباط 1933.

2.2. ضرورة الصمود المسلحة المغربية

يكمن الدور الذي قامت به الصمود المسلحة لنظام الدفاع في عديدة جوانب، فمن أثناءها عبر المغاربة عن رفضهم لذلك النسق، وقدموا في طريق هذا أرواحهم، وألحقوا بمجموعات جنود الانتزاع خسائر عينية وبشرية، وعبر قادة الانتزاع عن صمود القبائل المغربية بكون أية قبيلة لم تقبل بالنظام الحديث سوى بعدما استنفذت غير مشابه وسائل الصمود. وعبرت المرأة المغربية عن شجاعتها أثناء تلك الصمود بمساهمتها بحمل السلاح ودواء المجروحين وتحميس الرجال على الصمود. كما تكمن ضرورة تلك الصمود في كونها واجهت بإمكانيات مقيدة قوات الاحتلال الذي سخر في المواجهات العسكرية الأساليب الدبلوماسية والأسلحة الجديدة. ولم تتراجع الصمود المسلحة سوى بعدما مهدت لظهور الصمود السياسية التي واجهت نسق الحراسة بطريقة آخر.
خاتمـة
أجدد نسق الدفاع بالمغرب أجهزة ومؤسسات مكنته من متابعة انتزاع المغرب، كما ساعدته على تسخير ثرواته الاستثمارية، فكيف شهر مارس الاستخدام استغلاله للمغرب في فترة حكم الدفاع ؟

=================================
عقد الحراسة: يعلم بمعاهدة الحراسة التي وقعت بفاس يوم 30 آذار 1912 بين المغرب وفرنسا، ويتكون العقد من ديباجة وتسعة فصول منصوص بها على صلاحيات كل من الإدارة الفرنسية والإدارة المغربية.

الحراسة: شكل من أنواع الاستعمار، يعتمد ظاهريا على وجود إدارة أجنبية في البلد المحمي تعاون الإدارة المحلية، ومن حيث العمق، فإن الإدارة الأجنبية هي المتحكمة في التسيير
أحمد الهيبة: ابن الشيخ ماء العينين بويع أميرا للجهاد بتزنيت سنة 1912 وقاد الصمود في الجنوب مقابل الجمهورية الفرنسية واسبانيا حتّى مات سنة 1919.
موحا أوحمو الزياني: من أبرز زعماء الصمود المسلحة بالأطلس المعتدل، ولد نحو 1877، واستمر في مقاومة الانتزاع الفرنسي حتّى نال الشهادة سنة 1921.
محمد بن عبد الكريم الخطابي: ولد بأجدير 1883، وتزعم الصمود مقابل الأسبان بالريف عقب المقاوم محمد أمزيان. وشكلت الصمود التي نظمها نموذجا لحرب التحرير في العالم الثالث، استسلم في أعقاب معارك مقابل مجموعات الجنود الاسبانية والفرنسية سنة 1926، ونفي إلى جزيرة لارينيون، وخلال نقله إلى الجمهورية الفرنسية، لجأ إلى جمهورية مصر العربية وتزعم مكتب المغرب العربي لحماية استقلال الدول المغاربية، وتوفي بالعاصمة المصرية القاهرة سنة 1962.
عسو أوبسلام: زعيم قبائل أيت عطا، تزعم الصمود المسلحة مابين 1930 و1933، بحوضي دادس وغلايس، وبجبال صاغرو. وافته المنية سنة 1963

مقتططف من موقع Edouros

الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945م

الحرب الدولية الثانية 1939 – 1945م



تمهيد إشكالي:



احتدمت الصراعات بين الدول الكبرى في أوربا وآسيا في أعقاب الحالة الحرجة الاستثمارية لسنة 1929م، وساهمت تلك الصراعات بالسير بالعالم صوب حرب دولية ثانية ما بين 1939 و1945م، ترتب عنها خسائر بشرية واقتصادية جسيمة.

فما هي عوامل الحرب الدولية الثانية؟

ما هي المراحل الكبرى التي مرت منها؟

ما هي نتائجها العامة؟

I – عوامل اندلاع الحرب الدولية الثانية:

1 – العوامل غير على الفور للحرب الدولية الثانية:

أ – دور معاهدات السلام والأزمة الاستثمارية:

شاركت الحالة الحرجة الاستثمارية لسنة 1929م في تضاؤل الظروف الاستثمارية لكل من دولة ألمانيا ودولة اليابان وإيطاليا، واقتنعت تلك الدول بوجوب التمدد الترابي لحل مشاكلها، فبالنسبة لليابان فقد قام بغزو إقليم منشوريا في شمال الصين سنة 1931م، واحتل عديدة أنحاء أخرى سنة 1932م، واكتفت عصبة الشعوب بالتنديد الأمر الذي يوضح عجزها الدائم في حل النزاعات، ما سيشجع في نفس الوقت إيطاليا على غزو إثيوبيا، أما بجمهورية ألمانيا الاتحادية سعى هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م التخلص من قيود معاهدة فرساي وتنفيذ سياسة الميدان الحيوي اللازم للرايخ/ ولتحقيق تلك القصد اتخذ الأفعال الآتية:

إرجاع تسليح إقليم رنانيا، وضم إقليم السار سنة 1936م.

الانسحاب من عصبة الشعوب في نفس سنة 1936م.

إنتاج تشريع إرجاع التجنيد.

ضم النمسا وإقليم السوديت سنة 1938م.

تفكيك تشيكوسلوفاكيا سنة 1939م.

وبانسحاب اليابان من عصبة الشعوب سنة 1937م مساندة هتلر هذه الأحكام  بتكوين حلف عسكري مع كل من اليابان وإيطاليا عرف بالمحور الثلاثي.

ب – الحرب الأهلية بإسبانيا:

اندلعت بإسبانيا حرب أهلية قاسية سنة 1936م تواجهت فيها السلطات الدولة مقابل القوميون بزعامة فرانكو، وتطورت منذ الطليعة إلى قضية عالمية فحصل فرانكو على دعم إيطاليا وألمانيا، بالمقابل أيدت الجمهورية الفرنسية وبريطانيا الجمهوريين وتوالت مكاسب القوميون حتّى سقطت مدريد في أيديهم في شهر مارس 1939م، وأصبح الجنرال فرانكو ديكتاتور اسبانيا، وبهذا شكلت الحرب بإسبانيا انتصارا آخر للديكتاتوريات.

2 – الداعِي المباشر للحرب الدولية الثانية:

أفصح هتلر في شهر أبريل عزمه على غزو بولونيا وحدد تاريخ فاتح شتنبر لتطبيق الغزو، وقد تحركت كل من بريطانيا وفرنسا منذئذ لمجابهة ذلك الاحتمال في وقت تمكن فيه هتلر من إمضاء معاهدة عدم الاعتداء مع التحالف السوفياتي، مع الاتفاق على توزيع بولونيا، وفعلا غزت الجيوش الألمانية بولونيا في فاتح شتنبر فأعلنت بريطانيا وبعدها الجمهورية الفرنسية الحرب على جمهورية ألمانيا الاتحادية، فاشتعلت بهذا نار الحرب الدولية الثانية.

II – فترات الحرب الدولية الثانية وحصيلتها العامة:

1 – مدد الحرب الدولية الثانية:

أ – في الجولة الأولى (1939-1942م) أنجزت دول المحور توسعات كبرى:

كانت لصالح دول المحور (جمهورية ألمانيا الاتحادية، إيطاليا، اليابان)، استعمل أثناءها القوات المسلحة النازي في توسعاته ما عرف بالحرب الخاطفة، ففي الغرب تمكن هتلر من التوغل في الأراضي الفرنسية والبلجيكية والهولندية، ومن شن المدن البريطانية وخصوصا مدينة لندن، وعلى الجبهة الشرقية هاجمت مجموعات الجنود النازية كل أوربا الشرقية، ونقض هتلر معاهدته مع التحالف السوفياتي، كما تمكن حلفاء جمهورية ألمانيا الاتحادية من تقصي مكاسب عظيمة سواء إيطاليا أو اليابان التي أمكنها الاستيلاء على بلدان في جنوب في شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ، وقذف القاعدة العسكرية الأمريكية (بيرل هاربور)، فكان رد تصرف الولايات المتحدة الامريكية الأمريكية هو الدخول إلى الحرب.

ب – في الفترة الثانية (1943-1945م) تحولت الحرب لفائدة الحلفاء:

منذ أواخر 1942م تبدل أثناءها مسار الحرب لصالح دول الحلفاء في أعقاب دخول أميركا الأمريكية الحرب إلى جانبهم، وبدأ الحلفاء يحققون انتصاراتهم الأولى على دول المحور:

ربح القوات المسلحة الأحمر السوفياتي في موقعة ستالينغراد، وشرع في تحرير أراضيه من التأثير الألماني النازي، وفي الفترة التابعة استولى القوات المسلحة السوفياتي على بلدان أوربا الشرقية.

أنزل الحلفاء الغربيون قواتهم في المغرب والجزائر لتحرير تونس من التأثير الألماني الإيطالي، في نفس الوقت انطلق القوات المسلحة الإنجليزي من جمهورية مصر العربية لتحرير ليبيا، وانطلاقا من تونس تقدمت مجموعات جنود الحلفاء الغربيين شمالا واستولت على إيطاليا وأطاحت بالنظام الفاشي سنة 1944م.

أنزل الحلفاء قواتهم داخل حدود منطقة نورماندي، وتمكنوا من تحرير دولة فرنسا سنة 1944، عقب هذا، تم الاستيلاء على بلجيكا وهولندا والليكسمبورغ.

منذ بداية 1945م، شرعت مجموعات جنود الحلفاء في غزو الأراضي الألمانية، وانتهى الشأن باستسلام القوات المسلحة الألماني في ماي 1945م.

انطلق القوات المسلحة الأمريكي من جزيرة ميدواي وجزر الكنال وبحر الكوزل لمجابهة القوات المسلحة الياباني في جزر المحيط الهادي، وللتعجيل بنهاية الحرب قامت مجموعات الجنود الأمريكية بإلقاء العبوة الناسفة الذرية على مدينتي “هيروشيما” و”ناكازاكي” في غشت سنة 1945م، وبذلك استسلم القوات المسلحة الياباني.

2 – نتائج الحرب الدولية الثانية:

أ – النتائج البشرية والعينية:

تزايد عدد القتلى المواطنين والعسكريين إلى 50 مليون قتيلا، إضافة إلى ملايين المعطوبين والأرامل واليتامى في ظرف 5 أعوام، وقد بلغ عدد القتلى بالاتحاد السوفياتي لوحده إلى 20 مليون قتيل من بينهم أزيد من 11 مليون من المواطنين.

ازدياد مستويات البطالة والفقر، وإعطاب الشركات العمومية، وتشريد السكان.

ازدياد نسبة تكلفة الحرب على شعوب الدول الأوربية المتحاربة من الناتج الوطني الخام (BNP).

تقهقر الإصدار الفلاحي والصناعي، بحيث انكماش إصدار القمح بفرنسا من 10 مليون طن سنة 1939م إلى 6 مليون طن سنة 1945م، وتراجع إصدار الفحم من 50 مليونسنة 1939م طن إلى 25 مليون طن سنة 1945م.

دمرت الحرب أزيد من 20% من الرأسمالي العقاري بفرنسا، و100000 كولخوز بالاتحاد السوفياتي.

ويرجع صعود مقدار تلك الخسائر إلى التجهيزات العسكرية المتطورة التي استعملت في الحرب، وإلى أغار المدن غرض ترهيب السكان، وسياسة هتلر.

ب – النتائج السياسية:

توسيع الأطراف الحدودية الترابية للدول المنتصرة كبولونيا وبلغاريا.

تقسيم جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى أربعة أنحاء تأثير.

الانتزاع الرباعي لمدينة برلين وفيينا من طرف الحلفاء.

ضم التحالف الاسوفياتي لأراضي حديثة في شرق أوربا من أهمها أراضي لتوانيا، استونيا، وليتوانيا.

ضياع أوربا لهيمنتها السياسية على العالم.

شقاق العالم إلى معسكرين متناحرين: المعسكر التابع للغرب، والمعسكر التابع للشرق.

إنشاء هيئة عالمية بهدف حماية وحفظ الأمن العالمي “هيئة منظمة الأمم المتحدة” التي تأسست بمقتضى اجتماع سان فرانسيسكو سنة 1945م، وحددت لها نفس غايات ممنهجة عصبة الشعوب.

نهاية:

هكذا يظهر أن الحرب الدولية الثانية حكمت على الأنظمة الديكتاتورية، وعدلت الخريطة السياسية للعالم، وأعادت توزيع صلات القوى العالمية لصالح أميركا الأمريكية والاتحاد السوفياتي، اللذان ما لبثا أن زجا بالعالم صوب ما عرف بالحرب الباردة.

أزمة العالم الرأسمالي الكبرى 1929



أزمة العالم الرأسمالي الكبرى 1929



عرفت سنة 1929 ازمة اقتصادية كبرى انطلقت من الولايات المتحدة الامريكية ثم انتشرت في اوربا و باقي العالم وقد خلفت الازمة نتائج عميقة شملت مختلف مجالات الحياة في البلدان المتضررة . فماهي اسباب ، مظاهر ، ونتائج هذه الازمة ؟
        I.            تعددت اسباب ومظاهر ازمة 1929 التي انتشرت في مختلف مناطق العالم.
1)      اسباب الازمة
*الاسباب غير المباشرة : عرف الاقتصاد الامريكي رخاء كبيرا بعد الحرب العالمية الاولى ، وقد كان من مظاهر هذا الرخاء ازدياد المضاربات في الاسهم ، الذي استفاد من ازدياد من تطور القروض الممنوحة للمضاربين، بشكل جعل اسعار هذه الاسهم لا تساير الزيادة الحقيقية في ارباح الشركات.
*السبب المباشر: في يوم الخميس ( الاسود ) 24 اكتوبر 1929 حدث انهيار مفاجئ في قيمة الاسهم ببورصة وول ستريت بنيويورك نتيجة ارتفاع العرض عن الطلب ، فعجز بذلك المضاربون عن تسديد ديونهم مما ادى الى افلاس الابناك .
2)      مظاهر الازمة
ادى عجز الراسماليين عن تسديد ديونهم الى افلاس الابناك و اغلاق العديد من المؤسسات الصناعية ابوابها ،كما عجز الفلاحون عن تسديد ديونهم فاضطروا الى الهجرة الى المدن، مما ادى الى انتشار البطالة.
3)      انتشار الازمة
اضطرت الولايات المتحدة الامريكية الى سحب رساميلها المستثمرة بالخرج كما اوقفت اعاناتها للدول الاوربية ، فامتدت الازمة الى الدول الصناعية الاوربية . وبفعل ارتباطها بالاقتصاد الاوربي فقد امتدت الازمة الى المستعمرات ، كما مست بقية دول العالم بفعل سياسة الحمائية . ولم يفلت من الازمة سوى الاتحاد السوفياتي لاتباعه النظام الاشتراكي.
      II.            تعددت نتائج الازمة و اختلفت طرق معالجتها
1)      نتائج الازمة
تضررت المؤسسات البنكية و انهار الانتاج الفلاحي و الصناعي ، بفعل انخفاض الاسعار وتراجع الاستهلاك فتازمت المبادلات العالمية ، كما انتشرالبؤس و تزايدت اعداد العاطلين وتكاترت الهجرة القروية.
احيت كذلك هذه الازمة الصراعات الاستعمارية ، كما ادت الى وصول الانظمة الديكتاتورية الى الحكم في بعض الدول كالنازية في المانيا و الفاشية في ايطاليا.
2)      مواجهة الازمة
دفعت الازمة العالمية لسنة 1929 الدول الراسمالية الى التدخل لانقاد اقتصادياتها ففي الولايات المتحدة الامريكية طبق روزفلت ما عرف بالخطة الجديدة التي ضمت مجموعت من القوانين و المشاريع الكبرى اما في المانيا فسينهج هتلر سياسة التدخل الشامل في الاقتصاد ، كما ستعرف فرنسا العديد من الاصلاحات على يد الجبهة الشعبية.
خاتمة : اذا كانت الدول الراسمالية قد استطاعت تجاوز الازمة العالمية بفضل مجموعة من الاجراءات السياسية و الاقتصادية ،فان هذه الاخيرة قد ساهمت في اعادة اجواء الثوثر الى اوربا مما سيؤدي الى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

منهجية تجديد الرؤيا


منهجية تجديد الرؤيا 



لم يتوقف خط التطور الذي رسمته حركية تكسير البنية في تجاوز الشكل و المضمون للمقاييس القديمة .بل استمرت في التعبير و التحول استجابة لتحولات المجتمع و تفاعلاته . فلم تكن حركة تجديد الرؤيا مجمل القيم التي يجب أن تقوم عليه الكتابة الشعرية بل باعتبارها موقفا من الحياة و الوجود و رؤيا جديدة للمستقبل حيث يتفاعل الذاتي مع الإنساني. وقد توسل شعراء هذا الخطاب بأدوات و أساليب فنية قائمة على الخلق و الابتكار و التفرد. معتمدون في ذالك على توظيف التراث الإنساني توظيفا رمزيا و جماليا.والعودة إلى الرموز و الأساطير القديمة في مختلف الثقافات ولقد مثل هذه الحركة مجموعة من الشعراء أمثال ادونيس ،بدر شاكر السياب و يوسف الخال و المجاطي.فما هي مضامين هذه القصيدة ؟ وما هي الخصائص الفنية التي عبر من خلالها عن هذه المضامين ؟والى أي حد مثلت هذه القصيدة تجديد الرؤيا؟ من خلال المسح البصري لمعمارية النص و الربط بين بدايته و نهايته نفترض أن الشاعر يمثل خطاب تجديد الرؤيا شكلا و مضمونا.

يقدم الشاعر في قصيدته رؤيا حول (فكرة النص) وينقسم النص إلى مقاطع شعرية تتحدد وفق تيمه واحد وهي (النجيمات) من السطر الأول   إلى السطر... حيث يعبر الشاعر عن(...) و يتفاعل في النص حقلان دلاليين حقل دال على(...) مثل(...) وحقل دال على (....) مثل (...)(تعليق على المعجم) .
ويمثل الإيقاع في قصيدة المعاصرة وجها من وجوه الثورة و التمرد على البنيات الفنية و التعبيرية في الشعر العربي القديم.حيث نظم الشاعر قصيدته على تفعيلة واحدة وهي تفعيلة بحر (...) حيث تراوحت تفاعيله ما بين سالمة و ناقصة على الأسطر   و ذالك على حسب اكتمال الوقفة العروضية و الدلالية تبعا للدفقة الشعورية و للإيقاع النفسي لدى الشاعر إضافة على ذالك اعتماده على ظاهرة التدوير و التنويع في    القافية التي جاءت تارة متتابعة و تارة أخرى مركبة تبعا لتنوع حركة الروي. ومن جانب آخر تمتاز القصيدة ببنية إيقاعية داخلية تسهم في إضاءة رؤية الشاعر من حيث توظيف التوازي (...)و التكرار(...) أسهم هذا الإيقاع داخل القصيدة في إبراز الدفقات الشعورية للشاعر و تجسيد موقفه النفسي وفضلا عن الإيقاع يتقاطر النص ضمن صور شعرية غزيرة و متنوعة نابضة بالحركة و مشبعة بالإيحاءات   و الرموز   و إلى جانب توظيف (الرمز أو الأسطورة )(...) تتميز لغة النص بالشعرية   لما تتميز به من انزياح (المعايير المألوفة انزياح دلالي تركيبي نحوي )ومن أمثلة ذالك (.....) نستنتج أن التجديد في أساليب التصوير الفني عند الشاعر نتج عنه وظائف جديدة للصورة فالصورة ليست مجرد أداة للتعبير وإنما هي ترتيل جوهري لرؤيا الشاعر و تجربته الخاصة و الشاعر بتوظيفه (للأسطورة او الرمز) انزاح عن دلالتها (الرمزية أو الأسطورية)ليكسبها معنى جديدا و تبعا لذالك زاوج الشاعر في النص بين الأساليب الخبرية(...) و الأساليب الإنشائية خاصة الجمل الاستفهامية(...) و الأمر (...) حيث تجاوزت الأساليب الخبرية وظيفتها الإخبارية إلى وظيفة رمزية إيحائية تأكد تحدي الشاعر للموت و إيمانه بالانبعاث و التجدد .
استنادا لما سبق تحليله نلخص إلى تأكيد الفرضية ألا و هي أن القصيدة تنتمي إلى خطاب تجديد الرؤيا سواء على مستوى البناء "نظام الأسطر،تنويع القافية و الروي " أو على مستوى توظيف اللغة الجديدة في شعر الرؤيا القائمة على الرمز و الأسطورة ... و انزياحها عن اللغة المألوفة جسدت موقفا من الحياة و الوجود ورؤيا جديدة للمستقبل مما يدل على أننا أمام شاعر مثقف خلخل أعراق الإبداع الشعري القديم التقليدي وربط بين ثورة الشكل و ثورة المضمون.

تحليل أول درس في مادة اللغة العربية للكتاب المدرسي واحة اللغة العربية **انبعات الشعر العربي**


انبعات الشعر العربي لمحمد الكتاني


1 – تمهيد ( وضع النص في سياقه التاريخي والفني ) :


بعد مرور ما يناهز ستة قرون من الانحطاط الحضاري ، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ظهرت بفعل تنامي الوعي القومي والديني وبفعل الاحتكاك بالغرب ، حركة شعرية حملت لواء تخليص الشعر العربي من رواسب الانحطاط بالعودة إلى محاكاة النموذج الشعري القديم ( القصيدة العربية الأصيلة الجاهلية والعباسية ) واستلهام تقاليده التعبيرية والجمالية ومعارضته .. وكانت هذه العودة إلى الماضي محط اختلاف بين الدارسين الذين انقسموا بين مؤيد منتصر لها وبين رافض معيب ..
ويعتبر محمد الكتاني واحدا من الدارسين الذين اهتموا بهذه الحركة دراسة وتعريفا ، وهذا النص يأتي في سياق مساهمته في نقد الحركة والتعريف بها ..
فما هي معالم هذه الحركة ؟ وما هي علاقتها بالنموذج الشعري القديم ؟ وما هو موقف محمد الكتاني منها وعلى أي أساس بناه ؟ 
2 – ملاحظة النص ( التغريض ) :

أول ما نلاحظه هو العنوان .. وهو يتألف من مكونين أساسيين هما :
انبعاث : خبر لمبتدإ محذوف تقديره هذا وهو مضاف .. وكلمة ’’ انبعاث ‘‘ مصدر للفعل المطاوع للثلاثي المجرد بعث بمعنى أحيى .. وصيغة الافتعال (انبعاث ) هاته تجعل من حركة البعث حركة ذاتية إرادية لا تدخل فيها لأي عامل خارجي مما يوحي بأن النص يسير في اتجاه القول بأن الشعر بعث نفسه بنفسه دون أي تدخل من الشعراء ..
الشعر العربي : مضاف إليه ونعته .. وهو ما كان يصطلح عليه ب ’’ ديوان العرب ‘‘ ، أحد مكونات الآداب العربية وأقدمها .. بلغ كماله ونضجه في العصر العباسي ولما سقطت بغداد في يد المغول سنة 1258 ميلادية وانحطت الحضارة العربية دخل في متاهات التصنع والتصنيع حتى تحول إلى ملهاة وتسلية وتكلف ..
وانبعاث الشعر العربي يعنى نهضته وصحوته وانعتاقه من الإسفاف والابتذال والانحطاط ..
من خلل العنوان الذي يضطلع بوظيفة إخبارية نستطيع تغريض النص ( تحديد غرضه ) بتخمين تعريفه بحركة الانبعاث ( البعث ) الشعري ..
وثاني ما نلاحظه وله علاقة بدلالة صيغة الافتعال في كلمة ( انبعاث ) هو الفقرة الأخيرة التي يؤكد فيها محمد الكتاني أن البارودي ليس هو من أحيى الشعربموهبته ونبوغه ، ذلك لأن حركة الإحياء كانت نتيجة من نتائج الواقع الحضاري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ونتيجة من نتائج صحوة الوعي القومي والديني للأمة العربية .. ومن هنا نفهم لماذا استبدل الكاتب مفهوم البعث بمفهوم الانبعاث ..
وثالث ما نلاحظه هو الفقرة الأولى التي تربط حركة انبعاث الشعر العربي بإحياء القديم والاطلاع على مذاهب الشعراء القدماء في تناول الأغراض والنعبير عن المعاني .. وهي تلخص اتجاه حركة البعث نحو القديم ومحاكاته على أساس أنه هو مستقر المثل الأعلى ..
من خلال هذه الملاحظات نستطيع التعرف على حركة البعث باعتبارها إحياء للنموذج القديم كما نستطيع التعرف على موقف محمد الكتاني منها ..
3 – فهم النص :

النص يتألف من عدة فقرات تتمحور كلها حول حركة انبعاث الشعر العربي ..
ا – ’’ .... والمسببية ‘‘ : 
فيها يربط الكاتب حركة انبعاث الشعر العربي بأحياء القديم والاطلاع على مذاهب الشعراء في تناول الأغراض والتعبير عن المعاني ، كما يشير إلى أن ذلك كله مبني على قناعة هي أن الماضي – القديم هو مستقر المثل الأعلى والذي لا يجوز تجاوزه ..
ب – ’’ .... إلى الأمام ‘‘ : 
- إشارة الكاتب إلى أن حركة الانبعاث لم تحدث دفعة واحدة وإنما كانت على مراحل من التدرج حيث انتقل الشعر العربي من طور هو أشبه بالموت ( عصر الانحطاط ) إلى طور انبعاثه بإحياء المعاني القديمة .. 
- جرده أسباب الانحطاط ( عامل سياسي = انتكاس سلطان الدولة العربية /ع تاريخي = الفاصل الزمني بين المشتغلين بالأدب وبين الأدب السليم /ع ثقافي تذوقي = انحراف السلائق وضعف اللغة وانتشار العامية /ع قومي ديني = خمود الروح القومية والمشاعر الذاتية ) ..
- تلخيص أسباب الانبعاث في زوال أسباب الانحطاط وفي صحوة الوعي الديني والقومي ..
- جرد خصائص شعر الانحطاط ومنها نقرأ : 
موت المعاني الشعرية ، نضوب ماء العاطفة ، اختفاء النزعة الذاتية المميزة لشاعر عن شاعر ..
- جرد خصائص شعر الانبعاث ومنها نقرأ :
إحياء المعاني القديمة ، اجتلاء المعاني الذاتية والوجدانية في الشعر القديم ( إعادة إنتاجها يعني ) ، الاقتراب من سلامة الطبع ..
- الانتهاء إلى أن حركة البعث كانت حركة إلى الوراء وكان لا بد منها للقيام بالحركة التالية إلى الأمام ..
ج – ’’ .... السوريين ‘‘ : 
يحدد الكاتب سبعينيات القرن التاسع عشر كبداية لحركة الانبعاث الشعري العربيحيث أثمرت محاولات أولى على يد المصريين ( الساعاتي ، صالح مجدي ، عبد الله فكري ) والسوريين ( ناصيف اليازجي ، يوسف الأسير ، ابراهيم الأحدب ) .. وإذا كانت هذه المحاولات لم ترق إلى مستوى محاكاة النموذج الشعري القديم ومجاراته فقد مهدت الطريق أمام شعراء النهضة ( البارودي ورعيله ) ..
د – ’’ .... خصائصه ؟ ‘‘ : يذكر الكاتب بأن انبعاث الشعر العربي يعني إحياء صورته القديمة التي كان ينسج عليها فحول الشعراء المتقدمين ويعلن من خلل السؤال عن نيته في التطرق إلى طبيعته وخصائصه كالتالي :
د . 1 : تصحيح مفهوم الشعر : يرى الكاتب أن حركة انبعاث الشعر العربي قد صححت مفهوم الشعر وقومت رسالته .. فبعد أن سقط في الصنعة وطلب التصنيع وتحول إلى ملهاة وتسلية وفن من فنون المغالبة بالكلام في صناعة الألفاظ والوزان ، أصبح مع حركة البعث بعيدا عن الصنعة والتكلف كما أصبح تعبيرا عن الذات ( فيض وجدان ) وتألق خيال ( استعادة الوظيفة الجمالية للصورة البيانية ) كما اضطلع برسالة تهذيب النفوس وتنبيه الخواطر واجتلاء المكارم ..
د . 2 : التخلص من رواسب الانحطاط : يرى الكاتب أن الشعر قد نفض على يد البارودي كل ما طمس صورته القديمة من أشكال الصنعة وطلب التصنيع ، وقام على متانة التركيب وجزالة اللفظ ونصاعة المعنى وقوة الجرس .
د . 3 : الاقتباس من القديم : يرى الكاتب أن حركة الانبعاث قد نهلت منالشعر القديم وخصوصا من قصائد الفحول في عصور الازدهار وكان ذلك واضحا من خلال تأثر شعراء البعث بطرائقهم في التعبير ..
د . 4 : النزعة البيانية : يشرح الكاتب المقصود بها وهو استبدال شعراء البعث للنطم البديعي بالصياغة البيانية ( التخلي عن المحسنات البديعية وتعويضها بالتشبيه والاستعارة والمجاز ) ..
ه – ’’ .... يحياها العرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ‘‘ :
يؤكد الكاتب ويذكر بأن حركة البعث والإحياء كانت نتيجة من نتائج حركة الانبعاث القومي والديني ، ونتيجة من نتائج الحياة العامة التي كان يحياها العرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ..
هذا يعني أنها لم تكن نتيجة عمل شاعر موهوب اسمه البارودي ..

تفاوت النمو بين دول الشمال والجنوب


تفاوت النمو بين دول الشمال والجنوب 

مقدمة :

يعتبر المجال المتوسطي نموذجا عن التباين بين دول الشمال و دول الجنوب : حيث يسجل تفاوت بين ضفتيه الشمالية و الجنوبية .
- ماذا عن الامتداد الجغرافي للمجال المتوسطي و خصائصه المشتركة ؟
- ما هي مظاهر التفاوت بين ضفتي المجال المتوسطي ؟
- ما هي مجالات و حصيلة و معيقات التعاون الأورومتوسطي ؟

 الامتداد الجغرافي للمجال المتوسطي وخصائصه المشتركة :

 الامتداد الجغرافي :
* يقع المجال المتوسطي عند التقاء قارات إفريقيا وأوربا وآسيا.
* يمكن تقسيم المجال المتوسطي إلى ضفتين رئيسيتين هما :
- الضفة الشمالية الأوربية: التي تضم دول قوية اقتصاديا كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ، ودول أقل تقدما تتمركز في شبة جزيرة البلقان.
- الضفة الجنوبية الإفريقية – الأسيوية :  وتضم دولا نامية ( دول الجنوب ) وهي دول إفريقيا الشمالية وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، وتركيا.

 الخصائص المشتركة للمجال المتوسطي :
- الموقع على البحر الأبيض المتوسط.
- مناخ متوسطي يتميز بفصل شتاء دافئ ورطب ، وبفصل صيف حار وجاف.
- غطاء نباتي متوسطي يتميز بالتنوع والتدرج حسب الارتفاع.
- فلاحة متوسطية تسود فيها بعض الأغراس كالحوامض والزيتون والكروم بالإضافة إلى البواكر.
- تاريخ مشترك  : حيث يعتبر المجال المتوسطي مهد الديانات السماوية الثلاث وموطن الحضارات القديمة.

 مظاهر التفاوت بين ضفتي المجال المتوسطي :

 المميزات الطبيعية :
-         يسود المناخ شبة الجاف والمناخ الصحراوي في الضفة الجنوبية، في المقابل فالضفة الشمالية أكثر رطوبة وأقل حرارة وتنفتح على المناخ المحيطي .
-         تتمركز المعادن ومصادر الطاقة أكثر في الضفة الجنوبية.

 المميزات الاقتصادية :
- تعاني بلدان الضفة الجنوبية من نقص الإنتاج الفلاحي والغذائي بسبب غلبة الأساليب التقليدية وتزايد حدة الجفاف . في المقابل تحقق بعض بلدان الضفة الشمالية فائضا في الإنتاج الفلاحي مثل فرنسا إسبانيا وإيطاليا.
-         حركة التصنيع أكثر أهمية في الضفة الشمالية حيث نجد قوى صناعية  كبرى في طليعتها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
-         مساهمة الضفة الشمالية في التجارة العالمية أكثر من حصة الضفة الجنوبية.

 المميزات الديمغرافية والاجتماعية :
-         معدل التكاثر الطبيعي أكثر ارتفاعا في الضفة الجنوبية بفعل ارتفاع نسبة الولادات
-         بنية سكانية فتية في الضفة الجنوبية  ، مقابل شيخوخة الهرم السكاني في الضفة الشمالية وخاصة في الدول الأكثر تقدما كفرنسا.
-         نسبة التمدن أكثر ارتفاعا في الضفة الشمالية أمام أهمية الصناعة والتجارة والخدمات.
-         مؤشر التنمية البشرية أقل ارتفاعا في الضفة للجنوبية التي تعاني من ضعف الدخل الفردي وارتفاع نسبة البطالة ونسبة الأمية وعدم كفاية الأطر والخدمات الصحية.

 التعاون الاورو متوسطي :

 تتعدد مجالات التعاون الأورو متوسطي : ( المظاهر والحصيلة) :
* حدد مؤتمر برشلونة المنعقد في نونبر 1995 أسس الشراكة بين دول البحر الأبيض المتوسط والتي يمكن تصنيفها على الشكل الآتي :
-         في المجال السياسي: ضمان السلام والاستقرار واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية والتسامح الديني الثقافي.
-         في المجال الاقتصادي : إنشاء منطقة للتبادل الحر في أفق سنة 2010
-         في المجال الاجتماعي والإنساني : التعاون بين مكونات المجتمع المدني من أجل معالجة قضايا المرأة والشباب والتربية والعمل الجمعوي.
* امتدادا لقرارات مؤتمر برشلونة ، أحدث برنامج التعاون الأورو متوسطي المعروف باسم ميدا وهو برنامج ممول من طرف الاتحاد الأوربي لتدعيم الشراكة بين دول ضفتي المجال المتوسطي في الميدان الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمالي.
* أطراف التعاون الأورو متوسطي هي :
- دول الاتحاد الأوربي.
- مجموعة 5+5 : منتدى للحوار بين بلدان اتحاد المغرب العربي الخمسة ، وخمس دول أوربية هي فرنسا إسبانيا إيطاليا البرتغال ومالطة.
- دول منخرطة في الشراكة الأورو متوسطية هي : المغرب – الجزائر – تونس – فلسطين – الأردن – سوريا – لبنان وتركيا.

 تحد بعض المعيقات من التعاون الأورو متوسطي في مقدمتها :
-         استمرار الصراع العربي الإسرائيلي .
-         الآثار السلبية لقضية الإرهاب على العلاقات بين الاتحاد الأوربي والدول العربية الإسلامية.
-         انضمام دول أوربا الشرقية إلى الاتحاد الأوربي وبالتالي احتمال تناقص المساعدات والقروض التي يقدمها الاتحاد الأوربي إلى دول الضفة الجنوبية من المجال المتوسطي.
-         تزايد الهجرة السرية وفرض قيود جديدة على الهجرة القانونية.
-         مشكل تهريب المخدرات.


خاتمة:
يشكل التباين بين ضفتي المجال المتوسطي نموذجا عن التفاوت بين دول الشمال ودول الجنوب .


شرح المصطلحات :
الناتج الداخلي الخام : القيمة المضافة لما تنتجه القطاعات الاقتصادية داخل البلد خلال السنة.
الشراكة : تعاقد بين طرفين أو أكثر ، للتعاون  و تبادل الخبرات في مجالات متعددة  .
منطقة التبادل الحر : منطقة تضم دولا تتفق على تحرير المبادلات فيما بينها .
منطقة حرة : تتمتع بامتيازات جمركية و جبائية لاستقطاب رؤوس الأموال خاصة الأجنبية .

شكر خاص لـالقصباوي مصطفى منجز الدرس

مفهوم التاريخ من مجزوءة الوضع البشري


مفهوم التاريخ


المفهوم3/3 من الوضع البشري
إن الإنسان ليس كائنا ميتافيزيقيا يتعالى عن العالم المادي الملموس، بل إنه كائن تاريخي، كائن يتطور في الزمان والمكان، ويخضع لمجموعة من الشروط الموضوعية: اقتصادية، اجتماعية، سياسية… وهذا هو ما يسمى: التاريخ. الذي يثير قضايا فلسفية حول المعرفة التاريخية باعتبارها معرفة حول الماضي، لكنها في نفس الوقت لا يمكن أن تنفصل عن الحاضر بل والمستقبل. ومن بين المفاهيم المركزية في علم التاريخ نجد مفهوم التقدم الذي يختلف المؤرخون حول المسارات التي يتخذها. وأخيرا الدور المعقد الذي يتخذه الفاعل الأساسي في التاريخ، أي الإنسان. وهي قضايا يمكن صياغتها من خلال الأسئلة الموالية وهي
ما هي المعرفة التاريخية؟
هل للتقدم مسار واحد؟ أم مسارات متعددة؟
من الذي يتحكم في الآخر؟ الإنسان أم التاريخ؟
أولا: المعرفة التاريخية
أ- التاريخ معرفة للماضي
إننا نعيش في مجتمع معين، ونحافظ على آثار ما كان موجودا من قبل. نحفظ الوثائق ونصون الآثار ونرممها، ويمكننا، انطلاقا من هذه الآثار، حسب ريمون أرون، إعادة بناء ما عاشه الذين سبقونا بهذا القدر أو ذاك. وبهذا المعنى، تصبح المعرفة التاريخية هي إعادة بناء ما كان موجودا ولم يعد كأثر، غير أنها عملية تخص زمانا ومكانا محددين، ولا تخص إعادة بناء مجردة للماضي
ب- التاريخ معرفة علمية
إن فهم الماضي من خلال الآثار والوثائق هو في جوهره ملاحظة، والملاحظة- في نظر بول ريكور – ليست تسجيلا وتدوينا للوقائع بشكلها الخام. إنها إعادة تكوين حدث ما، أو سلسلة من الأحداث، أو وضعية، أو مؤسسة، انطلاقا من الوثائق بعد أن خضعت للمساءلة، وثم استنطاقها من طرف المؤرخ. وهذا العمل المنهجي هو الذي يجعل الأثر التاريخي وثيقة دالة، ويجعل من الماضي واقعا تاريخيا أو حدثا تاريخيا
وهكذا يتمكن المؤرخ- حسب ريكور- معتمدا على الوثائق، ومنطلقا من الملاحظة المنهجية، من بناء الوقائع التاريخية
ثانيا: التاريخ وفكرة التقدم
أ- المسار الحتمي للتقدم
يدخل الناس، بمناسبة الإنتاج الاجتماعي لشروط وجودهم، في علاقات محددة وضرورية مستقلة عن إرادتهم، حسب كارل ماركس. وتعكس علاقات الإنتاج درجة تطور قوى الإنتاج المادي. وتشكل مجموع علاقات الإنتاج، البنية التحتية والاقتصادية للمجتمع، والأساس الملموس الذي تقوم عليه البنية الفوقية التي تقابلها أشكال الوعي الاجتماعية. إن نمط إنتاج الحياة المادية يشرط سيرورة الحياة الاجتماعية والسياسية و الفكرية عموما. وفي مرحلة معينة من تطور قوى الإنتاج المادية للمجتمع تدخل هذه الأخيرة في تناقض مع علاقات الإنتاج لتبدأ مرحلة الثورات الاجتماعية، يمكن تصنيف أنماط الإنتاج: العبودي، الفيودالي، والرأسمالي بأنها عصور وحقب متدرجة للتركيبة الاجتماعية- الاقتصادية. فعلاقات الإنتاج التي تميز نمط الإنتاج الرأسمالي هي آخر نمط إنتاج متناقض في سيرورة الإنتاج الاجتماعي، ومع هذه التشكيلة الاجتماعية الأخيرة، ينتهي ما قبل تاريخ المجتمع البشري، حسب التصور الماركسي
ب- إمكانيات التقدم التاريخي
لقد اعترض موريس ميرلوبونتي على كل تصور آلي منغلق يخضع للضرورة، يجعل التاريخ يتقدم نحو اتجاه محدد مسبقا. لهذا حافظ ميرلوبونتي على مسافة نقدية مع التصور الماركسي، حيث يمكن للنمو الاقتصادي مثلا أن يكون متقدما على النمو الإيديولوجي، أو يمكن للنضج الإيديولوجي أن يحدث فجأة دون أن تتهيأ الشروط الموضوعية لذلك، أو عندما لا تكون الشروط مساعدة على الثورة، إننا حين نتخلى بصفة نهائية عن التصور الحتمي، لصالح تصور عقلاني للتاريخ، لا يصبح منطق التاريخ غير إمكانية ضمن إمكانات أخرى
ثالثا: دور الإنسان في التاريخ
أ- التاريخ والروح المطلقة
إن سيرورة التاريخ في- في نظر فريديريك هيغل- محكومة بالروح المطلقة، من خلال أعمال العظماء والأبطال الذين يدركون جوهر هذه الروح، حيث يعملون على إخراجها من الخفاء إلى الظاهر عندما يحققونها في التاريخ حسب منطق التطور، وهذا ما يدفع الناس إلى التحلق حول العظماء لأنهم يعرفون أن هؤلاء الشخصيات تمثل الاتجاه العميق للتاريخ، لأن أفعالهم وخطاباتهم هي أحسن ما يتوفر عليه عصرهم. ثم يتخلى عنهم التاريخ بعد أن يحقق ذاته من خلالهم، إما يموتون شبابا كالإسكندر الأكبر، أو يقتلون كالقيصر، أو ينفون كنابليون
إن دور الإنسان في التاريخ من خلال ما ينجزه العظماء- حسب هيغل- يتمثل في كونهم مجرد وسائل لتحقيق وتجسيد الروح المطلقة
ب- الإنسان صانع لتاريخه
إن الإنسان- حسب ج. ب. سارتر- يتميز بقدرته على تجاوز وضعه لأنه يستطيع أن يفعل شيئا بما يُفْعَلُ به. إن هذه القدرة على التجاوز هي أساس كل ما هو إنساني، وهو ما نسميه المشروع، الذي هو نفي وإبداع: أي نفي ما هو معطى بواسطة الممارسة والفعل، وإبداع أو بناء موضوع لم يظهر مكتملا بعد، ولا يتصور أحد هذا التجاوز لما هو معطى إلا في إطار علاقة الإنسان بممكناته. إن حقل الممكنات هو الهدف الذي يقصده الإنسان لتجاوز وضعيته
إن الفرد- بالنسبة لسارتر- يصنع التاريخ عندما يتجاوز وضعيته نحو حقل ممكناته، من خلال تحقيق إحداهما
استنتاجات عامة
إن التاريخ في عمقه هو علم يتخذ من دراسة الماضي موضوعا له، إلا أن دراسة الماضي ليست غاية في ذاتها، بل هي عملية بتم من خلالها التعرف على تجارب الماضي وذلك قصد عدم تكرار الإخفاقات، واستثمار التجارب الناجحة لبناء المستقبل
إن التاريخ يخضع لقانون التقدم، رغم بعض التقطعات، ولحظات التراجع الطارئة، إلا أن هذا التطور لا يتخذ خطا واحدا من المفروض على كل المجتمعات أن تلتزم به، بل إنه يتحقق بطرق متعددة ومتنوعة حسب خصوصية كل مجتمع
إن هناك علاقة جدلية بين الإنسان والتاريخ باعتبار أن الإنسان كائن تاريخي، كما أن التاريخ معطى إنساني، وهكذا فالإنسان يصنع تاريخه بقدر ما يصنع التاريخ الإنسان

مفهوم الغير


مفهوم  الغير


  التأطير الاشكالي:

_المعنى المتداول: الغير هو الآخر.انه المختلف، فهو ليس من قبيلتي أو من بلدي أو لا يتدين بديني أو لا يتكلم لغتي... وهكذا فهو لا يشير الى فرد محدد، لأن كل ذات تنظر الى الغير باعتباره آخر مختلف عن الذات. _المعنى اللغوي: "...تغايرت الأشياء :اختلفت." و"الآخر بمعنى غير، كقولك : رجل آخر و ثوب آخر."(ابن منظور). ان لفظ الغير يشترك مع لفظ الآخر في نفس الدلالة فهما يشيران معا الى معنى المختلف و المغاير. وهذا الخلط في الدلالة يجعل المفهومين مترادفين، يدلان على الأشخاص والأشياء في نفس الوقت. 

_المعنى الفلسفي: " الغير هو آخر الأنا منظورا اليه ليس بوصفه موضوعا، بل بوصفه أنا آخر". "الغير هو الآخر،الأنا الذي ليس أنا". (جون بول سارتر). يميز سارتر بين الغير والآخر،فالغير يجب أن ينظر اليه كذات وليس كموضوع.انه ذات أخرى مقابلة للأنا،وهي مطابقة له في آن واحد لأنها ذات حرة وعاقلة ومريدة...أما الآخر فهو أعم من الغير،فقد يشير الى الغير أو الى أي شيء من الأشياء.انه يشير الى كل ما يخالف موجودا ما بوجه عام. ان التمييز بين اللفظين في دلالتهما الفلسفية يحيلنا على عدد من المفارقات التي تتأطر في شكل ثنائيات تستدعي التساؤل:
(الأنا/الغير)،(الذات/الموضوع)،(التقارب/التباعد).
وهكذا يمكن تقديم مفهوم الغير كاشكالية فلسفية في صيغة الأسئلة التالية:
 
-هل وجود الغير ضروري بالنسبة للأنا؟ وهل يمكن الحديث عن الأنا في غياب الغير؟ -كيف يمكن للأنا معرفة الغير بوصفه وعيا آخر؟ ألا يفقد الغير صفته كوعي وارادة حينما نحوله الى موضوع للمعرفة؟. -كيف يتحقق التواصل مع الغير؟.وهل يمكن قيام علاقة بين الأنا والغير بمعزل عن السيطرة والعنف وعلى أساس الاحترام والحوار؟. 
أولا: وجود الغير:
الاشكالية: بأي معنى يمكن الحديث عن الغير؟ هل وجوده ضروري للأنا؟
 
أ_ موقف ديكارت: لم تعرف الفلسفة تمثلا لمفهوم الغير، باعتباره ذاتا أخرى، الا في حقبتها الحديثة التي انتقل فيها الفكر الفلسفي من منظومة الموضوع الى منظومة الذات، كما صاغها ديكارت، وتأسيسا على الكوجيطو(أنا أفكر اذن أنا موجود)،نظر أب الفلسفة الحديثة الى الأنا أفكر بوصفها يقينا مطلقا مستقلا عن جميع الذوات،ومن هنا بات وجود الغير مجرد افتراض قابل للشك شأنه في ذلك شأن كل الموجودات.وهكذا يعتبر ديكارت أن الوعي بالذات لا يحتاج الى أي عنصر آخر، فوجود الأنا لا يتعلق الا بخاصية التفكير. ومن هذا المنطلق لا يعتبر الغير ضروريا بالنسبة لصاحب الكوجيطو لأن وجود الأنا مستقل تماما عن كل شيء باستثناء الفكر.
 ب_ موقف هيغل: يرفض هذا الفيلسوف الألماني(1770-1831) الموقف الديكارتي القائل بأن الوعي بالذات يتم في استقلال تام عن العالم، ذلك أن هذا الوعي القائم على الادراك المباشر للذات ينظر الى الذات الأخرى المقابلة كموضوع عندما يضعها موضع شك.والحال أن اثبات الذات باعتبارها تتصف بالارادة والحرية والاستقلالية والمسؤولية يقتضي حسب هيغل الحصول على اعتراف الآخرين،وهو مايستدعي ضرورة الدخول في علاقات صراع معهم،وهو صراع بمعناه الانساني الذي يحركه الوعي بحرية الذات واستقلالها،وليس بمعناه الحيواني الذي يتم بدافع غريزي يحركه حب البقاء والحفاظ على الحياة.وانسجاما مع موقفه الفلسفي ينتهي هيغل الى القول بأن الصراع بين ذاتين انسانيتين يؤدي الى خلق حالتين مختلفتين: 
-موقف السيد الذي يخاطر بكل شيء من أجل انتزاع اعتراف الغير به.
-موقف العبد الذي يعترف بالغير ويتنازل عن حريته وارادته.
وهكذا يرى هيغل أن العلاقة التي ينبغي أن تجمع بين الذات والغير، يفترض أن تتأسس على الندية والاعتراف المتبادل في اطار الاحترام والحوار.
استنتاج: ان وجود الغير ليس مجرد حكم افتراضي أو ممكن وقابل للشك،بل هو وجود ضروري من أجل وعي الذات بنفسها.
ثانيا: معرفة الغير .
الاشكالية: كيف يمكن أن نعرف الغير؟هل ننظر اليه كذات أم كموضوع؟.
   ان المعرفة نشاط تقوم به الذات من أجل تعقل وفهم موضوع ما،وبذلك تتأسس المعرفة على عنصرين أساسيين: 
_الذات: تقوم بعملية التفكير والفهم،وتتميز بالحريه والارادة والوعي.
_الموضوع: هو الشيء الذي تتجه اليه الذات العارفة،وهو عاطل،لأنه فاقد لكل الصفات والخصائص المميزة للذات.
 أ_ موقف سارتر: ان قابلية الغير للمعرفة تعني بالضرورة تحويله الى موضوع لنشاط معرفي تقوم به الذات،وهو الأمر الذي يؤدي الى تشييئه وسلبه مقوماته الذاتية من وعي وارادة وحرية. وهكذا يرى سارتر أن معرفة الغير باعتباره "أنا أخرى" عملية مستحيلة، لأن هذه المعرفة تحدث بين الأنا والغير تباعدا كبيرا ،ذلك أن "الغير يتجلى لي على نحو امبريقي،بمناسبة ادراك جسم،وهذا الجسم هو شيء في ذاته خارجي بالنسبة الى جسمي." ومن هذا المنطلق يعتبر سارتر أن العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة متبادلة بين ذات وموضوع،لأن كلا من الطرفين يحد من حرية الآخر ويمارس نوعا من الرقابة عليه،وهو ما يعبر عنه بقوله:"اما أن أجعل نفسي ذاتا،فأحول الآخر الى موضوع،واما أن أنظر الى الآخر كذات فأدعه يحولني الى موضوع." اذ تكفي نظرة احتقار من الغير لتشعر الذات بالخجل والضيق والدونية. ولعل هذه العلاقة اللامتكافئة بين الأنا والغير هي التي ألهمت سارتر قولته الشهيرة :"الجحيم هو الآخرون".
استنتاج: لا يمكن الحديث بصدد الأنا والغير عن علاقة بين ذاتين،لأن معرفة الغير تقتضي تحويله الى موضوع مثل سائر الموضوعات والأشياء.

ب_ موقف ميرلوبونتي: ان الشرط الأساسي لتفادي تشييء الغير وموضعته هو مشاركته في أحاسيسه ومشاعره،وهو ما يقتضي العودة الى الذات لفهم ومعرفة الغير.ان مايعبر عنه ميرلوبونتي بالتعاطف هو وحده الكفيل بتحقيق تلك المعرفة،فادراك خوفه وآماله وآلامه لا يمكن الا من خلال شعوري بخوفي وآمالي وآلامي.وهنا يتجاوز حضور الغير بالنسبة للأنا حدوده المعرفية الضيقة الى مستوى انساني، يحضر فيه التواصل والتفاهم بدل التشييء، فحينما تبقى كل ذات حبيسة أنويتها وفرديتها لا يمكن خلق معرفة انسانية متبادلة بين الطرفين. وهكذا يرفض الحديث عن وجود ذاتي ومنغلق للانسان، ويتكلم بدل ذلك عن وجود مع ومن أجل الغير. وبهذا المعنى،لا يمكن لنظرة الغير أن تحولني الى شيء الا اذا ظل كل منا حبيس عالمه الخاص،"فلا يعلو كل وجود معين على الآخرين بصورة نهائية الا حين يبقى عاطلا، ويتوطد في اختلافه الطبيعي."
استنتاج: لا ينظر ميرلوبونتي الى الغير بوصفه مجرد كتلة بيولوجية،بل يتحدث عن ادراك الغير كوعي وليس كجسد،ومن تم لا يتم ادراك تعبيرات الغير الا من خلال مقارنتها بتعبيرات الأنا،وتلك مشاركة وجودية تنقل معرفة الغير من مستواها الموضوعي الى مستواها الانساني. 
ثالثا: الأنا والغير .
الاشكالية: كيف يتحدد موقف الأنا من الغير؟ هل على أساس الاحترام والتسامح أم النبذ والاقصاء؟.
تتحدد علاقة الأنا بالغير في نموذجين مختلفين:
 _القبول: ويتجلى في: الحب – الصداقة – الحوار – التسامح...
_الرفض: ويتجلى في: الكراهية – العداوة – التعصب – العنف... 
_أ_ تجربة الصداقة
انها علاقة ايجابية مع الغير،يحضر فيها الصدق والود والتعاطف.ولكنها تتم وفق بعض المواصفات والشروط.فماهو أساس الصداقة؟. يرى أفلاطون أن الصداقة لا يمكن أن تقوم بين شبيهين،لأن الشبيه لا يمكن أن يصادق مثيله.ولكنها أيضا لايمكن أن تقوم بين نقيضين،لأن الخير لا يمكن أن يجتمع مع الشر.انها حالة وجودية وسطى تقع بين كمال مطلق ونقص مطلق،فلا يمكن للصديق أن يتمتع بالكمال التام والخير الأقصى لأن هذا الشخص يكون مكتفيا بذاته وغير محتاج لغيره.وهكذا يعتبر أفلاطون أن الصديق هو من يتوفر على نصيب من الخير والطيبوبة،ويسعى الى تحقيق مزيد من الكمال والخير،أو من تنقصه صفات الخير والطيبوبة،ولكنه ليس شريرا باطلاق،ولذلك فهو يطلب صداقة من هو طيب وخير من أجل خلق توازن ذاتي. وبهذا المعنى نخلص الى أن الصداقة علاقة مودة تجمع بين شخصين يتمتع أحدهما بكمال نسبي ،بينما الآخر ناقص نقصا نسبيا.
أما أرسطو فيعتبر الصداقة ضرورة اجتماعية تنظم العلاقات البشرية، فاذا سادت الصداقة في المدينة، لا يحتاج المجتمع الى مؤسسات قضائية للفصل بين المنازعات،وهي أيضا ضرورة أخلاقية لأنها فضيلة تعبر عن خصال انسانية سامية،ولكن شريطة أن تكون قائمة على الخير والحب بدل المنفعة والمتعة.

_ب_ نموذج الغرابة:
 اذا كان مفهوم الصداقة لا يثير اشكاليات كبيرة نظرا لأن هذه العلاقة الانسانية تفترض مجتمعا صغيرا ومحدودا،فان الحديث عن الغرابة يثير العديد من التساؤلات،ويكفي في هذا الاطار أن نحيط بالمعاني العامة التي يشير اليها لفظ الغريب،لنقف على أهمية هذا اللفظ ودلالاته،اذ يشير المفهوم الى معاني: المجهول و الغامض والمخيف... وبهذا المعنى تصبح نظرة الغرابة متجهة الى كل ماهو مخالف لثقافة أو دين أو عرق مجتمع معين،حيث يتحدد الغريب في اطار العلاقات البشرية باعتباره ذلك الدخيل الذي يهدد تماسك الجماعة وتوازنها الداخلي،وهو ماينشأعنه نزوع الى العدوانية والرفض والتهميش من أجل استعادة التوازن والاستقرار .الا أن الحفاظ على التماسك الاجتماعي ليس سوى تعبيرا عاما يتم بموجبه تبرير اقصاء ورفض ذلك الغريب.وفي هذا المقام تعتبر جوليا كريستيفا أن الغرابة لا ترتبط فقط بالأجنبي الذي يهدد الكيان الاجتماعي،بل هو حاضر داخل الجماعة الواحدة نفسها من خلال اختلاف أفرادها وتناقضهم،وهو ما تعبر عنه بقولها:"ان الغريب يسكننا على نحو غريب". ومن هذا المنطلق بات من الطبيعي أن تكون العلاقة بين الأنا والغير قائمة على أساس من التفاهم والحوار والاحترام المتبادل،وليس على النبذ والصراع والعنف،وذلك لسبب بسيط هو أن الغير أنا آخر .ولكن الحوار بين الطرفين، في مختلف تجلياته الفردية والمجتمعية والثقافية، ينبغي أن يكفل لهما معا حق الاستقلال والحفاظ على الهوية دون أن يسعى أي طرف الى تذويب االآخر أو احتوائه.
تركيب عام:
ان مفهوم الغيرية ينطوي على أهمية قصوى، وذلك بسبب حالة الالتباس التي تميز الغير فهو في ذات الوقت يتراوح بين المخالفة والمشابهة، انه "الأنا الذي ليس أنا" بتعبير سارتر.وما يشير الى أهمية العلاقة بين الأنا والغير في عصرنا الراهن، هو واقع العالم الذي أصبح مهددا بسبب تغليب منطق العنف والاقصاء، بدل الحوار والتسامح.